إيمان رستم الشوفي: ضحية الإعاقة والتعذيب في ريمة حازم

في حادثة تهز الضمير الإنساني، توفيت السيدة إيمان رستم الشوفي (46 عامًا)، من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد تعرضها لتعذيب ممنهج وسوء معاملة داخل منزلها في قرية ريمة حازم، إحدى بلدات المقرن الغربي في محافظة السويداء، الخاضعة لسيطرة جهاز الأمن العام التابع لسلطة الأمر الواقع.
إيمان، التي كانت تعيش برفقة والدتها المسنّة (80 عامًا)، لم تغادر منزلها منذ دخول مجموعات مسلحة إلى البلدة قبل أكثر من ثلاثة أشهر ونصف. وبحسب شهادة والدتها، فإنهما تعرضتا خلال تلك الفترة لانتهاكات جسدية ونفسية قاسية، وسط صمت مطبق من الجهات الرسمية والمجتمعية.
التقارير الطبية: كسر في العمود الفقري وآثار تعذيب
تم إسعاف إيمان ووالدتها إلى المشفى الوطني في السويداء، حيث أظهرت الفحوصات وجود كسر في العمود الفقري لدى الوالدة، بالإضافة إلى آثار تعذيب شديد على جسديهما. إيمان وصلت بحالة صحية حرجة، ولم تصمد أكثر من يومين قبل أن تفارق الحياة، تاركة خلفها قصة مؤلمة عن الإهمال والعنف ضد الفئات الأكثر هشاشة.
في لقاءات خاصة مع “أحوال ميديا”، تحدث عدد من سكان القرى المحتلة من قبل عصابات الجولاني عن معاناتهم النفسية خلال الأشهر الماضية. أحد الجيران قال:
“كنا نسمع أصوات استغاثة من منزلهم، لكن لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب. المنطقة كانت تحت سيطرة مجموعات لا يمكن مواجهتها، والناس خائفة على أنفسها.”
وأضافت جارة أخرى:
“إيمان كانت إنسانة طيبة، رغم إعاقتها كانت محبوبة في الحي. والدتها كانت تحاول دائمًا حمايتها، لكن يبدو أن الخوف منعها من طلب المساعدة.”
حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من الجهات المعنية، ولم تُفتح تحقيقات علنية حول الحادثة. هذا الصمت يثير القلق ويطرح تساؤلات حول مدى التواطؤ أو العجز في حماية المدنيين، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن.
قضية إيمان ليست مجرد مأساة فردية، بل هي مؤشر خطير على واقع الانتهاكات في مناطق خارجة عن السيطرة الرسمية. يجب أن تكون هذه الحادثة منطلقًا لتحرك حقوقي عاجل، يطالب بكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين، وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم.
رحلت إيمان، لكن قصتها يجب أن تبقى حيّة في ضمير المجتمع. هي ليست مجرد رقم في سجل الضحايا، بل رمز لصوت منسيّ يطالب بالعدالة والكرامة. في زمن تتكاثر فيه الأزمات، تبقى قصص كهذه تذكيرًا بأن الإنسانية لا تزال في خطر، وأن الصمت أمام الظلم هو مشاركة فيه.



